العراقي الــــــــمـــــــشــــــــرف الــــــــــــعــــــــــــــام
عدد الرسائل : 527 العمر : 33 البلد : العراق الهوايه : الرسم المزاج : برتقالي تاريخ التسجيل : 17/04/2009
| موضوع: قصة خاتم سيد الاوصياء الإثنين يونيو 21, 2010 7:42 pm | |
| عن أبي عباس رضي الله عنه عن إسحاق الواقدي قال أن أمير المؤمنين دخل ذات يوم البصرة ولم يعرف أحد فأتى المسجد الجامع ثم قام يصلي فبينما هو يصلي إذ دخل إليه رجل مسكين فسلم عليه. وقال : يا صبيح الوجه إن لي ثلاثة أيام لم أستطعم فيها بطعام. فقال : هل عندك شيء آكله يكون الأجر في ذلك . فقال الإمام: والله يا فتى ما أملك في هذه الساعة لا درهماً ولا ديناراً ثم نزع خاتمه وسلمه إلى السائل وقال لا تبيعه بذهب ولا فضة إلا بوزنه تمراً وخبزاً وما أحببت مما تريد وتشتهي نفسك من المأكول. فقال: السائل حباً وكرامة. ثم أخذ الخاتم ثم راح إلى السوق فتقدم إلى خباز أعور وقال يا خباز بعني بهذا الخاتم خبزاً وأخلسه (( نزعه عن يمينه )) وقال : يا فتى بكم هذا الخاتم. فقال : بوزنه خبزاً . فقال الخباز : أنت مجنون هذا الخاتم يزن مثقالين أو ثلاثة ما يأتي بوزن رغيفه فقال الشيخ أنا أقنع بوزنه خبزاً. فأخذ الخباز الخاتم وطرحه في كفة الميزان ثم أخذ قليلاً من الخبز وحطه في الكفة الأخرى فلم تساويه ثم أخذ خمسة أرغفة وطرحها في كفة الميزان فلم ترفع كفة الميزان التى فيها الخاتم من الأرض فبهت الخباز ثم أنه حط جميع ما في الدكان في كفة الميزان من تمر وزاد فلم ترفع الكفة التى بها الخاتم من الأرض فرفع الخباز الكفة من الأرض يظن أن بها شيء لازم لها فلم يجد شيئاً ثم أنه نزل للنخالة والسلان والعسل والبصل وكل شيء في الدكان فلم ترفع الكفة التى فيها الخاتم. فعند ذلك قال الخباز : هذا خاتم النبي أو وصي النبي ثم التفت إلى السائل وقال من أين لك هذا الخاتم فهو سرق منى في الأيام القلائل. فقال له : السائل استغفر الله واتقيه فان هذا الخاتم اعطانى إياه رجلا من أعظم الناس وأصبحهم وجها واسخاهم كفا فعند ذلك كثر بينهم الكلام والشجار واجتمع عليهم الخلائق وقد ذهلت عقولهم لما رأوا من الخباز لما حط الخبز والتمر والسلان في كفه والخاتم في الكفة الأخرى ولم يرفع من الأرض والخاتم قد أمسك الغرض فقال الخباز بيني وبينك الشرع قال فاحمل الخباز السائل إلى القاضي فلما حضرو بين يديه شرح له قصة الخاتم وانه قد حط كل ما عنده من الخبز والتمر والعسل والسلان فلما تجئ بحذاه. وقال الخباز: إن هذا الخاتم سرق منى من أيام قلائل. فقال القاضي: أنا اخذ الخاتم وأعطيه بحذاه عشر مرات من الزاد, ثم إن القاضي اخذ الخاتم ودخل الدار وطرحه في الميزان واخذ جميع ما في دار من الزاد والحلاوة فلم توازن الخاتم ثم إن القاضي أرسل إلى الصانع للحلي اليهودي فحضر عنده. فقال: يا غردة إن في هذا الخاتم شي عظيم وأمر غريب وأريد أن تشهد لي به فإذا أخرجته أليك فقل هذا الخاتم صناعتي وانأ صنعته لك على السلان ثم أخذه غردة وعاد يقلبه بيده. وقال: هذا صناعتي وانأ صنعته لك على السلان وانأ اشهد لك به. فقال السائل: يا قوم الخباز أدعى علي إن الخاتم خاتمه وجلبني إلى القاضي فلما حضرنا عنده قال الخاتم لي سرق منى منذ أيام قلائل إن هذا هو العجب بأن يدعى الخباز والقاضي في هذا الخاتم أنا رجل مسكين جائع لي ثلاثة أيام لم أفضل بطعام فلما أصابني الجوع دخلت الجامع فرأيت رجلا صبيح الوجه وأثار النعمة تلوح على وجهه والشجاعة والبراعة والفصاحة كأنه البدر بليلته تمامه وهو واقف يصلى في الجامع فلما فرغ من صلاته سألته شيئا من الطعام فاعتذر وأخرج لي هذا الخاتم من إصبعه وقال لا تبيعه إلا بوزنه خبز أو تمر اى بوزنه ثم أنى جئت إلى الخباز فجرى كلامه بما سمعتم فحضرنا بين يديك فادعيت أنت انه خاتمك. فقال القاضي : يا فتى هذا الخاتم تجعله على النار وتقلع الفص منه وتعطيه للسائل لبيعه بشئ يأكله. فأخذ غردة وجعله في النار وسط الكير وأشعل عليه النار فلم تشتعل اى أطفأها فلما عجز عن إشعاله لهذا الخاتم فطرحه على السيلان فغاص فيه ولم يخرج منه شئ فاجتمعت عليه الناس من كل جانب ومكان فما قدر أحد إخراجه من السلان فغاص فيه ولم يخرج منه شئ . فقال القاضي : دلنا على من عطاك الخاتم. فقام السائل والقاضي والناس خلفه كأنهم غمامه حتى وافوا الجامع والإمام واقف يصلى فوقف بين يديه يبكى فلما فرغ الامام من صلاته قال : ما شأنك أيها السائل فقال : يا مولاي إن الخاتم الذى تصدقت به علي أخذته ومضيت به إلى السوق وأعطيته الخباز على إن يؤتى به بمقابله خبزا فحط جميع ما في الدكان فلم يجئ بوزنه. فقال : هذا الخاتم لى فنازعني وحملته أنا والخباز إلى القاضي هذا وقلبه وقال : إنا اشتريه منك فأخذه ودخل به إلى داره وطرحه بالميزان فلم بوزنه شيئا فقال هذا الخاتم سرق منى وشهد له بذلك غردة اليهودي الصانع فأمر القاضي غردة أن يخرج الحبة من الخاتم ويعطيني الحبة فحط غردة الخاتم على السلان فطرق بالمطرقة فغاص الخاتم بالسلان فأجتمع الناس على إخراجه كلهم من السلان . فعند ذلك التفت أمير المؤمنين إلى القاضي أيها القاضي مالكم فى هذا البلد حاكم قالوا : نعم. فقال أمير المؤمنين : علي بغرده الصانع فى هذا المكان هو والسلان حتى تنظروا الخاتم كيف جرى له . فنفذ القاضي غلاما في طلب الصائغ فلما حضروا عنده قالوا له : يا غردة احضر معك السلان واجب القاضي فقال: يا قوم هذا السلان قد علمه الأكابر ماله وما يتحول من مكانه كيف اقدر أحمله فقال لابد لك من ذلك قال فشد وسطه وترك السلان على رأسه وحمله على رأسه حتى كادت روحه تخرج من التعب فوقع السلان من على رأسه فكادت تنكسر أضلاعه فحمل السلان الى الإمام عليه السلام. فقال: يا أمير المؤمنين عليه السلام أدن منى. قال فعاد السلان ينقلب كأنه قطع من جبل حتى صار بين يدي الإمام فقال : أيها الناس من أخرج هذا الخاتم من السلان فهو له. فقال القاضي : أنا أخرج الخاتم من السلان فعالجه فلم يقدر عليه فعند ذلك سمعه والي المدينة بذلك فركب وجاء ودخل وسلم على الإمام علـــ السلام ــيه وجلس عنده ونظر إلى الخاتم وهو في السلان وقد اجتمعت أهل المدنية فلم يحركوه من مكانه ولا تحرك الخاتم منه قال الرواى ثم إن الإمام عليه أفضل الصلاة والسلام وضع يديه الشريفه وادخل خنصره اليمنى في السلان فوق الخاتم فخرج الخاتم بإصبعه فتعجب الناس من ذلك وكبروا وهللوا . وقالوا: من أنت يا فتى. فقال: أنا الأمام على بن أبى طالب ابن عم الرسول صـــــــلـ الله عليه وآله وسلم ــى الذي خرج من مكة . وقالوا سلموا على يده وسلم الوالي معه وأمر الوالي بشهر القاضي والصانع غردة والخباز بربطهم لأنهم أدعوا ما ليس لهم وانصرف العالم وخرج الإمام عليـــــــــ السلام ـــــه المدينة الأمينة .
وصلى الله على سيدنا محمد وآل بيته الطــــــــاهرين الطيبين
| |
|