الحر يؤثر في مركز الانفعال في المخ [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]وعلاقة الطقس بصحة الانسان تتجلى في عدد من الظواهر الطبيعية والنفسية وتأثير المناخ لا يقتصر على شخص دون آخر وإنما يقع تأثير المناخ على كل البشر دون استثناء.
ورغم ان الصيف في الكويت شديد الحرارة الا ن السلوك الانساني لأهالي الخليج لا يميل الى العنف رغم الحر الشديد ذلك لأن الرطوبة التي ترتفع في الصيف تعمل على تهدئة سلوك الانسان وتقلل من اندفاعه وتجعله يميل الى الخمول احيانا وتكون استجابته بطيئة للمؤثرات الخارجية وليست مندفعة.
والتوتر العصبي الذي يسببه حر الصيف بأشهره الطويلة يجعل الانسان مهيأ للاصابة بأمراض العصر.
وتلعب الوراثة دورا مهما في الحالة العصبية فيجب التخفيض من اثرها بمعاملة الاولاد برفق وحنان.
كما ثبت علميا ان وهج الشمس في الصيف يزيد من نوبات الصداع النصفي خصوصا لدى النساء لذلك يجب استخدام النظارة الشمسية لمنع تعرضهن لهذه النوبات.
عزيزي القارئ لقد ثبت علميا ان الحر يزيد توتر الاعصاب للتأثير في مركز الانفعال بالمخ لذلك يجب اتباع النصائح الطبية والارشادات الصحية للوقاية من متاعب الصيف الصحية الجسدية والنفسية.
اداء اعضاء جسم الانسان لوظائفها يعتمد على الجهاز العصبي فلا شيء يتم داخل الجسم دون الاعتماد على الجهاز العصبي وبواسطته فكل وظيفة او افكار او افعال هو مصدرها حتى الامراض ايضا.
فهو المسؤول عن التنفس والدورة الدموية وانتظام ضربات القلب وحركة العضلات وعملية الهضم والتناسل وغيرها من وظائف الجسم الحيوية.
كذلك يتحكم في النشاط العقلي والذهني والنفسي الواعي وغير الواعي على السواء فهو القائد والمنسق لكل وجودنا ويعمل ككل غير منقسم او متجزئ واذا اضطرب اضطربت وظائف الجسم كلها.
التوتر العصبي تحذير
التوتر يأتي من خارج الجسم عن طريق الحواس الخمس او من داخل العقل فالاحاسيس والمعلومات تأتي من البيئة المحيطة بالانسان عن طريق البصر او السمع او اللمس او الشم او التذوق الى حيز المخ.
والاحساس بالتوتر العصبي يخدم وظيفة مهمة الا وهي تحذيرنا من ان الامور داخل العقل لا تسير على ما يرام ورد فعل الجسم للتوتر العصبي يتخذ اشكالا مختلفة فتزداد ضربات القلب والشعور بالخفقان ويرتفع ضغط الدم الشرياني ويتحول سريان الدم من الاعضاء الحشوية الى العضلات.
وتتسع حدقة العين فتحدث الزغللة ويستعد الجسم لحالة من الطوارئ كالتحضير من اجل المواجهة بفعل زيادة افراز هرمون الادرنالين والنورادرنالين والكورتيزون.
ورد فعل العقل للتوتر يكون ايضا بزيادة الطاقة الدهنية كما لو كان يبحث عن السبب وراء كل هذا وهو ما يصطلح عليه بـ «اتقاد الذهن المرضي» وهنا يتولد لدى العقل رد فعل سريع لأتفه الأمور التي لا نعرها اهتماماً في حياتنا العادية.
وللأسف الشديد كثير من الناس لا يأخذون هذا التحذير بأن الأمور داخل العقل لا تسير على ما يرام مأخذ الجد ولا يقللون من شحنات التوتر المرسلة من المخ بعدم تجنبهم الانفعالات والمنغصات والصراعات واهمال التمتع بالاجازة السنوية من أجل الاسترخاء والاستجمام والراحة.
حر الصيف يزيد التوتر
تثور الأعصاب وتتوتر وتصبح الحياة اليومية ثقيلة على الناس.
ولكن السؤال لماذا تثور الأعصاب في فصل الصيف أكثر من أي فصل آخر؟
هل الحر هو السبب أم المشاكل اليومية هي السبب والسؤال الأهم كيف يمكن تجنب ذلك؟
الاجابة عن هذه الاسئلة هو انه من الطبيعي جداً ان يؤثر الحر والعرق والارهاق في الاعصاب والجهاز العصبي. فالحر يؤثر في مركز الانفعال بالمخ وبالتالي يؤثر كذلك في الأعصاب.
فمركز الانفعال يفرز مادة السيروتونين وهي مادة تؤثر في درجة الانفعال التي تتأثر بها وتخف وتزداد حسب زيادة المادة «أي السيروتونين» أو نقصانها.
وعموماً يؤثر الحر والعرق والارهاق في أعصاب الانسان ويعمل على توترها.
دور الوراثة في التوتر
مما لا شك فيه ان للوراثة اثراً كبيراً في الحالة العصبية والنفسية يمكن للإنسان ان يخفف من دورها في الاصابة بالتوتر العصبي اذا عامل اولاده برفق وحنان ورقة. هنا يشعر الطفل بالطمأنينة والاستقرار فالنفس المطمئنة تملك الوقاية والحماية من الأمراض النفسية كذلك معاملة الأولاد بالحنان والعطف يجعل اعصابهم هادئة بعيدة عن التأثيرات بأي انفعالات وبذلك تكون قد اسديت لهم جميلاً ينفعهم طوال حياتهم فيتمتعون بالهدوء والسكنية رغم ان الاب يعاني من اثار الانفعال والتوتر.
التوتر وراء أمراض العصر
• زيادة التوتر والانفعال واستمرارهما بسبب طقس الصيف بشهوره الطويلة في الخليج يجعل الانسان عرضة للاصابة بأمراض العصر.
• وقلب الانسان وأوعيته الدموية من أهم الأعضاء التي تصاب بالأمراض بفعل زيادة هرمونات التوتر فيصاب القلب بسرعة الضربات وعدم انتظامها.
• كما يرتفع ضغط الدم في الشرايين وتزداد نسبة السكر في الدم كما ثبت علمياً بأن التوتر والانفعال يرفعان الكوليسترول الكلي والكوليسترول الضار في الدم.
• ارتفاع الضغط والكوليسترول والسكر في الدم كلها عوامل الخطورة التي تؤدي الى تصلب جدران الشرايين وحدوث الجلطات والانسدادات بها أو حدوث انفجار بها ونزيف في المخ فيصاب الإنسان بالسكتات الدماغية.
كذلك يؤدي الانفعال والتوتر الى تهيج العصب الحائر «Vagus nerve» فينتج عن ذلك التهابات المعدة والاثنى عشر وحدوث القرح الهضمية كما يعاني الانسان بفعل توتر العصب الحائر من تشنجات القولون المؤلمة والانتفاخ المزعج وعسر الهضم.
للتغلب على توتر الصيف
لذلك يجب على الانسان العصبي ان يتحكم في أعصابه وانفعالاته بالتصرف السليم والتعقل والتدبر في الأمر وان يبتعد عن اسباب التوتر ومعالجة الأمور بهدوء.
لذلك يجب الاستفادة من الاجازات السنوية الصيفية والاستشفاء بطب الرحلات والتمتع بما وهب الله للطبيعة من قوة شافية للجسد السقيم والنفس المهمومة.
كما أن أنشطة الرحلات الترفيهية النوادي البحرية والمشروعات السياحية من ممارسة الرياضة والسباحة واللهو والانطلاق والابتسامة والضحك والاستماع الى الموسيقى الهادئة التي تؤثر في مركز الانفعال في المخ يخفف من حدة توتر الأعصاب.
الحرارة والرطوبة تؤثران في سلوك الانسان
البيئة الطبيعية تتكون من البيئة المناخية والبيئة الطبوغرافية واغلب العلماء يؤيدون اثر العوامل الطبيعية على سلوك الانسان.
وذلك لثبوت تأثر تكوين وظائف الاجهزة العضوية والنفسية للانسان بتلك المؤثرات الطبيعية وانعكاسها على سلوك الانسان.
والعناصر الاساسية للبيئة المناخية هي درجة الحرارة ودرجة الرطوبة ودرجة الضغط الجوي وتتفاوت كل منها باختلاف المكان والزمان وتبعا لذلك يتباين اثرها على سلوك الانسان الذي نوضحه بإيجاز في النقاط التالية:
> ارتفاع درجة الحرارة في المناطق الحارة وفي المناطق الاخرى في فصل الصيف يزيد من حيوية اجهزة جسم الانسان ويزيد من حدة طبعه ما يجعله مرهف الحس واكثر قابلية للإثارة والتوتر والاندفاع مع ضعف قدرته في السيطرة على تصرفاته فيعجز عن الصمود امام المثيرات ويسهل اندفاعه الى العنف والعدوان.
> اما انخفاض درجة الحرارة في المناطق الباردة وفي المناطق الاخرى خلال فصل الشتاء فإنه يؤدي الى انخفاض درجة الانفعال العصبي ما يحول دون سرعة الاندفاع والهياج.
> درجة الرطوبة تتناسب عكسيا مع جرائم العنف وانخفاضها اي الرطوبة يرفع من نسبة العنف والعدوان والاستثارة.
اما ارتفاع درجة الرطوبة فيصيب الانسان بقلة النشاط والخمول وتكون استجابته بطيئة للمؤثرات الخارجية ما يقلل احتمالات اندفاعه للعنف والعدوان.