[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط][ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]يواجه الطفل الموهوب في السنوات الأولى من حياته الكثير من المشاكل والعقبات، لعل اقساها عدم تقبل أقرانه له لأنه يفوقهم ذكاء، وأيضا اهمال بعض الأهل لموهبته أو عدم معرفتهم بكيفية تنميتها، لذلك يجب احتضانه في سن مبكرة حتى لا يقع في أخطاء تضر به وبمن حوله.
عندما ينجب الآباء يودون لو كان الابناء يتمتعون بأوفر حظ من الذكاء، ويرون في يقظة الطفل واستجابته لما حوله ومن حوله متعة كبيرة، ولأن الآباء مغمورين عادة بحب ابنائهم يبالغون في تقديرهم فيرونهم الأجمل والاذكى، ولا شك في اننا نحب ان نرى أطفالنا اذكياء جداً لسبب بسيط هو انهم يعكسون في ذكائهم نوعا من الوراثة ودليلا على ذكاء الآباء، فعندما يرتفع ذكاء الطفل لدرجة تجعله يتفوق في تصرفاته كثيراً عما كان ينتظر منه بالنسبة لعمره، يقال انه طفل موهوب، لذلك من الضروري الكشف عن هذه المواهب في سن مبكرة قبل ان ننغمس مع الطفل في اخطاء تضر به وبمن حوله.
من هم الأطفال الموهوبون؟
ان أول خطوة للحد من ضياع المواهب البشرية هو معرفة الطفل الموهوب، والذي وفقا لرأي جماعة من المربين هو الذي يتميز باستمرار في أي ميدان مهم من ميادين الحياة، فمثلاً طفل لا يتجاوز عمره سبع سنوات يستطيع حل مسائل الجبر، وطفل آخر في العاشرة يعزف الكمان في حفل موسيقي لإحدى الفرق السيمفونية الشهيرة، وطفل ثالث لم يتجاوز العشر سنوات ينظم الشعر.
هؤلاء الأطفاء الموهوبون يتميزون بنوع خاص من الموهبة، من موهبة عقلية وذكاء مرتفع وموهبة فنية وموهبة قيادية، وثمة أطفال موهوبون كثر لهم قدرات خاصة في الفنون والآداب والموسيقى ويحتاج هؤلاء لرعاية وعناية خاصة.
إذا سألنا من أين يأتي هؤلاء الأطفال؟ نجد بعد دراسات كثيرة ان الموهبة والذكاء لا يقتصران على جنس معين أو طبقة اجتماعية أو اقتصادية معينة، بل ثبت ان الموهوبين يأتون من بيوت متواضعة كما يأتون من القصور، إلا ان العائلات الغنية تتمتع بفرص أكبر للكشف عن مواهب أطفالها أكثر بكثير من العائلات الفقيرة.
صورتهم وامتيازاتهم
البعض يرسم صورة للموهوب بانه ذاك الكائن الصغير ثقيل الدم الذي يتصف ببشاعة المنظر، وقد يكون مكروها من قبل الأقران ومرهوبا من والديه، وقد ينهار ويشذ اجتماعيا في سن الخمسين.
ولعل أحسن وسيلة للحصول على الصورة الحقيقية للطفل الموهوب هي الرجوع للأبحاث التي قام بها رائد هذا الميدان العالم «ترمان» في جامعة كاليفورنيا، والتي أوضحت ان الطفل الموهوب يفوق المتوسط من الناحية الجسمية، وهو أكثر طولاً وأقوى بنية وأوفر صحة من بقية زملائه في الفصل، كما يفوقهم من حيث الحكمة وسيطرته على عضلاته.
ولم يتضح من الدراسة إذا ما كان لنوع الطعام الذي يتناوله هؤلاء الأطفال دور في ظاهرة موهبتهم، لكن الأكيد انهم أوسم وأحسن خلقة من زملائهم المتوسطين.
كما اتضح ان شيوع ظاهرة صغر السن عند الأطفال الموهوبين في انهم يمتلكون القدرة على القيام بأعمال مدرسية أكثر صعوبة مما كان يعطى لهم فعلاً، وعلى الرغم من ان عدداً كبيراً من هؤلاء الأطفال لم يتلق أي نوع من التعليم الشكلي في سن السادسة أو السابعة، وان دل هذا فيدل على عدم وجود علاقة وثيقة في نظمنا المدرسية بين الزمن الذي يقضيه الطفل الموهوب في المدرسة ومقدار ما يتعلمه فيها، وبخاصة في السنوات الأولى، وربما كان للوسط العائلي الذي يعيش فيه الطفل وللخبرة السابقة أهمية فيما يعلمه.
لقد أثبت الموهوبون امتيازهم في جميع مواد الدراسة وليس في أحدها، ووصل تفوقهم إلى قمته في القراءة والحساب واستخدام اللغة والعلوم والفنون، ولكنهم كانوا الأقل ميلا للتاريخ والتربية والهجاء، أما في الخط فلم يتفوقوا فيه على الاطلاق، كما كان نموهم اللغوي واضحاً وملموساً وكانت تبدو دلالات هذا النمو في أسئلتهم وهم في سن مبكرة جداً، وأثبتت الدراسات ميلهم الشديد نحو القراءة في وقت مبكر جداً في حياتهم.
وأسفرت أبحاث «ترمان» عن كشف أشياء مثيرة في شخصيات الأطفال الموهوبين، حيث انهم أقل نزوعا للمفاخرة والمباهاة من الأطفال العاديين رغم نتائجهم الممتازة، كما انهم أقل ميلا للغش في الامتحانات، واتجاهاتهم الاجتماعية أكثر استقامة وصحتهم الانفعالية أكثر اتزانا عن سائر زملائهم.
هل تدوم العبقرية؟
يعتقد الكثير ان الأطفال الموهوبين يفقدون ذكاءهم العالي كلما تقدموا في السن، لكن بعد اعادة اختبار الذكاء على أفراء المجموعة نفسها عندما تقدموا في السن، وجد ان نسبة الذكاء لم تنحدر عن مستوى ذكاء البالغين.
إعاقة الإبداع
يواجه الطفل الموهوب مشاكل كثيرة قد تعيق ابداعاته وتشكل خطرا على مواهبه العقلية والفنية، اولها عدم اهتمام المنزل به، فيصل الأمر بالوالدين لحد خنق هذه المواهب.
وبعض الأهل لا يشعرون اطلاقا بموهبة طفلهم، كما ان البعض يتصور ان امتياز الطفل بمواهبه قد يعيقه عن تكوين علاقات وصداقات مع الآخرين.
وللأسف هناك آباء يسخرون من الطفل الذي يفضل الكتب والقراءة على اللعب، ويفضل الرسم على القيام بعمل مربح، وهذا الأمر يسود في تفكير بعض الأسر ذات المستوى الاقتصادي والتعليمي المنخفض. في المقابل هناك آباء يبالغون في تقدير مواهب طفلهم فيسببون له مشاكل لا تقل خطورة عن تلك التي يسببها الآباء الذين يهملونها، ذلك لانهم يدأبون على دفع الطفل للمزيد من النتاج العقلي أو الفني.
وللمدرسة دور في القضاء على مواهب وحماسة الموهوبين، فرغم سهولة دروسهم، فان كثيرين منهم لا ينالون اعترافا وتقديرا لمجهوداتهم، فقد يخنق المدرس حماسة الطفل الموهوب حينما يركز كل مجهوده واهتمامه على توصيل المعلومات إلى رؤوس الأطفال الأقل ذكاء.
وقد يترتب أحيانا بسبب قدرة الطفل الموهوب على الاجابة عن أسئلة المدرس وعلى رغبته في ان يعرض معارفه أمام زملائه، ان يشعر المدرس ان هذا الطفل يحاول الظهور والتباهي فيطفئ جذوة حماسته.
حجر عثرة
أما بالنسبة لعلاقة الموهوب مع أقرانه في الفصل فقد يكون تفوقه العقلي عليهم حجر عثرة في تكوين العلاقات الطيبة والصداقة فيشعر الطفل بانه غريب بين الزملاء مما يدفعه الى تصنّع الغباء لتقبله المجموعة.
وعلى الرغم من وجود عقبات كثيرة في طريق النمو السوي للطفل الموهوب، فانه يمكن تجنبها بمساعدة الكبار الذين يقدرون هذه المشاكل. والطفل يحتاج إلى هذه المساعدة قبل بلوغه الثانية عشرة، ذلك لانه يواجه في مستهل حياته أعنف الصدامات وأشدها، وعليه ان يستجمع قواه ليمر بسلام ويصل للمرحلة التي يستطيع فيها ان يوجه حياته ويدير شؤونه ويحل مشاكله.