كيف تعلمينه ثقافة الاعتذار عند الخطأ؟ [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]الاعتذار عن الأخطاء ليس سهلا على الكثير من الكبار، ويبدو أحيانا أصعب بالنسبة إلى الأطفال الصغار، فقد يرتكب الطفل الأخطاء وهو يعتقد أنه يفعل الصواب، ثقافة الاعتذار تكمن في كلمتين «أنا آسف»، لكن كيف نعلم هذه الثقافة لأطفالنا وكيف نشجعهم عليها عند الخطأ؟ الإجابة في السطور القادمة.
قبل أن تطلبي من طفلك الاعتذار عليك أولا أن تتأكدي من أنه يدرك الفرق بين الصواب والخطأ، الطفل قد يقوم ببعض التصرفات الخاطئة لكنه نظرا لصغر سنه وقلة خبرته في الحياة يعتقد أنه يفعل الصواب، مهمتك أن تعرفي طفلك منذ الصغر، وخاصة في مرحلة ما قبل المدرسة، ما الفرق بين الصواب والخطأ.
ضعي قواعد
لكي يعرف طفلك الفرق بين ما هو صواب ينبغي فعله وما هو خطأ يجب تجنبه ينبغي أن تضعي له قواعد يعرف عن طريقها الحدود والخطوط الحمراء التي لا يجب أن يتعداها: عدم استخدام الكلمات النابية في حديثه مع الآخرين، عدم الكذب، عدم ضرب أشقائه، القاعدة الأهم التي يجب أن يتعلمها طفلك أنه يجب أن يعامل الآخرين مثلما يحب أن يُعامل، عندما يتخطى طفلك الحدود سيعرف أنه أخطأ، وبالتالي سيجد أن لا مفر من أن يقول «أنا آسف».
شجعيه على الاعتراف بالخطأ
لكي يعتذر الطفل عن خطأ ما فلا بد أولا أن يعترف بارتكابه، ولن يقدم الطفل على الاعتراف إلا عندما يشعر بالأمان وعدم الخوف من العقاب، ومن الضروري تشجيع الطفل منذ الصغر على أن يعترف بخطئه ويعتذر عنه، وقد يحتم الأمر معاقبته حسب درجة الخطأ الذي ارتكبه، لكن الدرس الذي يجب أن يتعلمه الطفل أنه يجب أن يعترف بالخطأ مهما كانت العواقب.
لكن في الوقت نفسه فإن استخدام العنف والضرب والتخويف والتهديد والإهانات كعقاب للطفل أسلوب خاطئ تماما، وعندما يعترف الطفل أنه أخطأ يجب أن نشعره بأننا نقدر ما فعل، لكن ضربه وعقابه بقسوة يجعلانه يكذب في المرة القادمة لكي يتفادى العقاب، وستعلم في كل مرة يخطئ فيها يكذب لكي ينجو من العقاب.
اطلبي منه تفسيراً
عندما يرتكب طفلك خطأ ما فمن المهم قبل أن تطلبي منه الاعتراف بالخطأ والاعتذار عنه أن تستمعي إليه وتطلبي منه تفسيرا لما حدث، ففي كثير من الأحيان لا يعي الطفل حجم الخطأ الذي ارتكبه أو قد يحدث لديه تشويش بين الصواب والخطأ.
عندما يأخذ الطفل المال من محفظتك دون الحصول على إذن هو لا يعتقد أنه أخطأ بذلك، فلابد أن نسأله عن تفسير لذلك وسيقول مثلا انه أراد شراء بعض الحلوى. من خلال هذا الحوار يجب أن يفهم الطفل أن أخذ الأموال بدون إذن تصرف غير لائق لأنه ينم عن عدم احترام الملكية الخاصة للآخرين، وأن الخطوة الأولى التي ينبغي فعلها في المرة القادمة أن يطلب المال أولا لا أن يأخذه بدون إذن.
مع ملاحظة أن الخطأ إن كان غير مقصود فقد لا يتطلب إجبار الطفل على الاعتذار عنه، ولكن الأهم أن نطلب منه عدم تكرار ما فعل في المرة القادمة وأن يسلك الطريق الصحيح.
حثيه على إصلاح الخطأ
الاعتذار لا يعني الكثير طالما سلوك الطفل لا يتغير، من هنا تأتي أهمية تشجيع الطفل على أن يصلح ولو جزءاً مما أفسده، فإصلاح الخطأ هو جزء هام من ثقافة الاعتذار، والأهم أن هذا الإصلاح يساهم على المدى البعيد في تعديل سلوك الطفل. على سبيل المثال عندما يكسر الطفل لعبة لأحد أصدقائه ونقوم بتشجيعه على شراء أخرى بديلة من مصروفه الخاص، هنا تكون الرسالة أنه عندما يخطئ عليه وحده تقع مسؤولية إصلاح الخطأ، كما أنه في المرة القادمة سيكون أكثر حرصا على عدم تكرار الخطأ.
ابقي على الحياد أحياناً
عندما تندلع المعارك بين أطفالك فمن الصعب في كثير من الأحيان التعرف على من هو المخطئ منهم وسط هذه الفوضى، أفضل عمل تقومين به أن تبقي على الحياد. قولي لهم إنه ليس معنى أن تعتذر انك على خطأ واطلبي منهم جميعا أن يقولوا «أنا آسف»، وستهدأ مشاعرهم وبمرور الوقت لن يجدوا غضاضة في الاعتذار.
لا تجبريه على الاعتذار
تقع الأمهات في خطأ تربوي فادح عندما يجبرن أطفالهن على الاعتذار من أجل إنهاء المشكلة بسرعة. فإجبار الطفل على الاعتذار دون اقتناعه بأنه أخطأ وأنه يجب أن يعترف بالخطأ ويعتذر عنه، سيغرس في عقلية الطفل رسالة خاطئة، وهي أن عليه أن يرتكب الأخطاء ثم يلجأ إلى البطاقة المجانية «أنا آسف» ليخرج من المتاعب بسرعة.
كونوا قدوة في الاعتذار
أفضل طريقة لتعليم الطفل ثقافة الاعتذار عند الخطأ أن نكون قدوة له بإظهار السلوك نفسه، عندما يخطئ الكبار ويعتذرون فهذا يعلم الطفل أن الجميع يخطئون وأن عليهم الاعتذار طالما هناك خطأ، فعندما تتأخرين على إعادة طفلك من المدرسة وتقولين له «آسفة»، أو تعتذرين عن فقدان أعصابك أمامه، سيقوم بتقليدك في المستقبل.
لماذا يرفض الاعتذار؟
إذا كان الكبار يجدون في الاعتذار للآخرين عن أخطائهم أمرا صعبا، فإن الأمر كذلك أو ربما أكثر لدى الأطفال، هناك أسباب كثيرة تدفع طفلك إلى عدم الاعتذار، فقد يكون الطفل عنيدا بطبعه، وقد يدفعه الخجل والشعور بالإحراج إلى عدم الاعتذار أمام الآخرين، وقد يكون الخوف من العقاب سببا وراء عدم الاعتراف بالخطأ والاعتذار عنه.
نصائح سريعة
• في بعض الأحيان يحتاج الطفل الغاضب إلى بعض الهدوء، امنحي طفلك بعض الوقت حتى تهدأ مشاعر الاستياء لديه ثم اطلبي منه الاعتذار.
• لا تطلبي الاعتذار من طفلك على كل شيء يفعله بصورة خاطئة، تجاهلي الأخطاء الصغيرة التي تتم بدون قصد، فكثرة الاعتذارات ستفقدها المصداقية.
• إن كانت شخصية طفلك عنيدة ويرفض الاعتذار بالقول «أنا آسف» ابدئي في تدريبه على الاعتذار بأشكال أخرى مثل تقديم لافتة أو صورة أو وردة.
• نبرة الصوت لا تقل أهمية عن الكلمات عند الاعتذار، من المهم أن يعرف الطفل أن الاعتذار لابد أن يكون بنبرة تنم عن صدق حقيقي.
• استخدمي القصص ومواقف الحياة اليومية في تعليم طفلك ثقافة الاعتذار.