حكي أن امرأة اتهم زوجها وابنها وشقيقها، بتدبير مؤامرة لاغتيال الخليفة المستنصر بالله، فألقي القبض على الثلاثة، وحكموا بالإعدام.
ولما علمت المرأة بذلك، ذهبت فوقفت على باب المستنصر بالله حتى إذا رأته قادما، ألقت بنفسها على قدميه، وراحت تبكي وتتضرع إليه أن يعفو عنهم .. أو أن يقتلها معهم، إذ لا أرب في الحياة بعدهم، ولا معيل لها غيرهم.
فرق لها قلب المستنصر . . وأطرق قليلاً يفكر . . ثم رفع رأسه إليها وقال: قد قبلت شفاعتك في واحد منهم، وتركت لك الخيار فيه.
فوقعت المرأة في حيرة من أمرها، وفكرت قليلاً ثم قالت للخليفة: الزوج موجود، والابن مولود، والأخ مفقود، لا يعود. اختار الأخ. فأعجب المستنصر بحسن اختيارها، ثم قال: اذهبي يا بنية، فقد وهبتهم حياتهم جميعاً، ثم أمر لها بشيء من المال.