الــحــسـيـن (ع) .... نــبـراس الــهـدى

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

السيد علاء القطب آل طعمة

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

شـهـر شـعـبان مـن الأشـهـر الـشـريـفـة الـمـقـدسـة، وهـو شـهـر رسـول الله(ص)، فـي هـذا الـشـهـر الـمـبارك،أهـدى الله سـبحانـه وتـعـالـى، بـيـت الـنـبـوة الـطـاهـرة والأمـة الإسلامية هــديـة أثـمـن مـن الـدنـيـا ومـا فـيـهـا، ولـد فـي هـذا الشهر غرة الـبـشـر،

وزهـرة الـكـون،حـفـيـد الـنـبـي (ص) الـثـانـي وابـن عـلـي والـصـديـقـة الـزهـراء عـلـيـهـمـا الـسـلام،الامام الـحـسـيـن (ع) فـي الـثـالـث مـنـه وقـيـل الـخـامـس مـن هـذا الـشـهـر الـمـعـظم، ولـقـد أعـطـت هـذه الـولادة المباركة الـشـهـر زهـوا وقـدسـيـة وجلالا،وكـان ذلـك فـي الـسـنـة الـثالـثـة لـلـهـجـرة الـنـبـويـة الـغـراء.
شـب الـحـسـين(ع) تـحـت رعاية جـده الـمـصـطـفـى (ص) قـرابـة سـت سـنـوات، فـي ظـروف نـوعـيـة لـلـرسـول ورسـالـتـه الـسـمـاويـة، وهـي ظـروف تـأسـيـس الـدولـة الإسلامية وتـرسـيـخ جـذورهـا،ومـا رافـق ذلـك مـن تـحـولات عـظـيـمـة فـي واقـع الأمـة ونـفـسـيـتـهـا، الـتـي تـرزح تـحـت كـابوس ثـقـيل مـن مـخـلـفـات الـجـاهـلـية الـبـغـيـضة الـنـفـسـيـة والاجتماعية والأخلاقية، ومـا يـتـطلـبـه مـن جـهـد ومـعـانـاة مـن قـائـد الـمـسـيـرة الـمـبـاركـة (ص) فـي تـكريـس الـتـوجـيـهـات الـمـنـاسـبـة،

والأفـكـار الـرائـدة فـي عـملـيـة الـبـنـاء والـتـغيـيـر، فـي مـجـتـمع يـعـانـي مـن تـخـلـف مـزمـن ومـتـوارث عـبـر تـاريـخ طـويـل، الـتـقـالـيـد الـعـشـائـريـة الـتـي تـتـمـخـض بـالـمـفـاخـرة الـجـوفـاء بـالـجـاه والـثـروة والـمـكـانـة الـمـمـيـزة لـلأفـراد حـسـب انتمائهم وقـوة عشيرتهم،وأبـدلـت هـذه الـقـيـمـة الأخـلاقـيـة، بـقـيـمـة قـرآنـيـة راقـيـة هـي قـيـمـة الـتـقـوى، وقـد تـعـدى مــفـهـوم الإخاء الـنـسـبـي إلى إخاء الايـمـان، حـسـب قـولـه تـعـالـى (إنما الـمـؤمـنـون اخـوة) وطـرح هـذا الـمـفـهـوم عـمـلـيـا، بإخاء الـمـهـاجـريـن والأنـصـار وصـهـرهـم فـي بـوتـقـة الأمـة الـواحـدة الـقـويـة الـتـي تـتـمـكـن مـن مـواجـهـة الأعـداء فـي الـداخـل والـخـارج،

فـضـلا عـن أعـبـاء الـمـواجـهـات الـشـرسـة مـع الـقـوى الـمـعـاديـة الـمـحـيـطـة بـالـمـديـنـة الـمنـورة وعـاصـمـة الـدولـة الإسلامية الـفـتـيـة، مـن الـيـهـود والـقـوى الـعـربـيـة الـمـتـمـسـكـة بـعـقـلـيـتـهـا الـتـقـلـيـديـة الـبـائـدة، ومـصـالـحـهـا الـدنـيـويـة الـرخـيـصـة، لـذلـك تـطـلـب الـمـوقـف مـن الـغـزوات المتعاقبة الـذي قـاد معظمها الـرسـول الـكـريـم (ص) لـكـي يـتـمـكـن الـمـسـلـمون مـن الـعـيـش الآمـن مـن جـهـة وتـبـلـيـغ الـرسـالة، وتـوسـيـع الـرقـعـة الإسلامية لـكـي تـتـرسـغ قـوتـهـا ومـنـعـتـهـا .

رغـم هـذه الـمـسـؤوليات الـثـقـيـلـة لـلـرسـول الـكـريـم، لـم يـتـخـل عـن رعاية الـزهـراء والاهتمام الـعـظـيـم بحفيديه الطاهرين الـحـسـن والـحـسـيـن(ع) الـذي لـم يـكـن تـرفـا أو عـاطـفـة إنسانية طبيعية أو مـألـوفـة لـلـجـمـيـع، لأن النبي (ص)كـان فـي كـل مـمـارسـة يـقـوم بـهـا، يـرمـي مـن ورائـهـا أهدافا سـامـيـة ومـقـاصـد إلهية مـقـدسـة لأنـه لايـنـطـق عـن الـهـوى، انـمـا هـو وحـي يـوحـى،كـان (ص) يـحـمل الـحـسـيـن (ع) ويـضـع لـسـانـه الـشـريـف لـيـغـذيـه مـن أعـماقـه الـطـاهـرة قـيـم الـرسـالـة ونـفـحـات الـوحـي الإلهي،

ويـغـرز فـيـه دوافع الـتـغـيـر الـمـنـتـظـر، وقـسـوة الـصـبـر المطلوب لـلـشـدائـد والـمـحـن، وصـلابـة الـمـوقـف أمام الـتـحـديـات الـعـصـيـبـة مـن أنصار الـيـوم وأعداء الـغـد، فـضـلا عـن زقـه الـعـلـم زقـا، وبـنـاء شـخـصـيـتـه (ع) بـرفـيـع الـفـضـائـل وأنبلها، وأكثرها حـضـورا فـي واقـع الـتـعـامـل والـمـمـارسـة مـع الـمحـيـطـين بـهـا، لـكـي يـكـون رسـالـة مـتـحـركـة فـي ضـمـيـر الـحـيـاة، وتـعـاقـبـات الـزمـن .
وهـذا مـا بـرهـنـت عـلـيـه سـيـرتـه (ع) الـناصـعـة الـزاهـيـة، وأضحى خـالـدا فـي وجـدان أحرار الـعـالـم، لـذلـك يـنبـغـي عـلـيـنا أن نـؤصـل مـسـيـرة الـحـسـيـن الـمـظـفـرة فـي ضـمـائـرنـا ونـنـزه سلوكياتنا مـن شـؤائـب أمـراض الـعـصـر،وأن نـكـون دعـاة وأعـيـنا بإخلاص لـمـبـادئ الـحـســيـن(ع) وأن لايـسـبـقـنـا أعداء أمـتـنـا وانـتـزاع قـيـم الـعـدل والـحـريـة مـنـا، لأن رسـالـة الـحـسـيـن هـي الـحـريـة والـكـرامـة وتـرسـيـخ الـخـيـر بـيـن الـبـشـريـة جـمـعـاء . سـلام عـلـي الـحـسـيـن يـوم ولـد ويـوم عـاش ويـوم اسـتشـهــد ويـوم نـلـتـقــيـه فـي عـرصـات الـمـحـشـر،وللحديث بـقـيـة