العراقي الــــــــمـــــــشــــــــرف الــــــــــــعــــــــــــــام
عدد الرسائل : 527 العمر : 33 البلد : العراق الهوايه : الرسم المزاج : برتقالي تاريخ التسجيل : 17/04/2009
| موضوع: الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم ) رائد الحضارة ألإنسانية الجمعة أبريل 30, 2010 4:18 pm | |
| [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم ) رائد الحضارة ألإنسانية إنّ أعظم صفحات التاريخ قيمة، هي تلك التي تعكس لنا حياة العظماء، وسيرة الرجال الخالدين، والتي تبحث عنهم بصدق وأمانة وموضوعية، ذلك إنّهم معجزة الخليقة بلا ريب، وحياتهم في الحقيقة ملحمة التاريخ الكبرى، وساحة البطولات الخالدة، ومسرح الحماسيات العظمى الحيَّة النابضة على مر العصور.لقد كان أُولئك العظماء يعيشون على خط الثوارات و التغييرات الاجتماعية، تجد مصداقيّتها في حياتهم، وتتجسّد في مواقفهم،ولهذا كانوا يشكّلون حلقة الاتّصال بين مظاهر الدنيا المختلفة المتناقضة، فكانت حياتهم الحافلة بالإحداث، شاهدةً للألوان والمشاهد المثيرة المتنوعة.ويأتي على رأس أُولئك الرجال التاريخيين والعظماء الخالدين رسولُ الإسلام العظيم محمّد (صلى الله عليه وآله وسلم) ، إذ أنّه لم تتسم حياة أحد ـ من حيث وفرة الأحداث وعظمة الأمواج ـ كما اتّسمت حياته«صلى الله عليه وآله وسلم» ، ولا اتّصفت شخصيةً بمثل ما اتّصف به ذلك النبيُّ العظيم. فلم يستطع أحدٌ سواه، أن يوَثّر في بيئته،ثمّ في جميع أنحاء العالم، وينفذ إلى أعماق الأعماق بمثل السرعة والسعة التي حصلت له (صلى الله عليه وآله وسلم) .إن ّمطالعة عميقة لسيرة وحياة هذا الإنسان العظيم، قادرة على أن تعلمنا الكثيرَ الكثيرَ، وأن توقفنا على مشاهد متنوعة في غاية النفع ومنتهى الفائدة.وقد أُلّفت حول حياة رسول الإسلام كتبٌ ورسائل ودراسات كثيرةٌ، بحيث لو أُتيح لنا أن نجمعها في مكان واحد، لشكّلت مكتبةً ضخمة وعظيمة.ويمكن القول بأنّه ليس ثمّة من عظيم استقطب اهتمام التاريخ والموَرّخين والمفكّرين، كما أنّه ليس ثمّة شخصيةً عالمية كتب حولَها الموَلّفون والباحثون، هذا القدرَ الهائلَ من الموَلّفات والمصنّفات والرسائل والكتب، مثل ما حصل للرسول الكريم (صلى الله عليه وآله وسلم) . <BLOCKQUOTE>يوم مولده (صلى الله عليه وآله وسلم) </BLOCKQUOTE>ولد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في عام الفيل (570م) بإتّفاق كتّاب السيرة، ورحل عن الدنيا في (632م) عن 62 أو 63 عاماً، كما اتّفقوا على أنّه ولد في شهر ربيع الاَوّل، يوم الجمعة السابع عشر منه، عند الشيعة، أمّا السنّة فقد عيّنوا يوم الاِثنين الثاني عشر من الشهر نفسه.(1) ولمّا كان الشيعة ينقلون أخبار أهل البيت عنهم، فلابدّ من الاِقرار بأنّ ما ينقله هوَلاء ويكتبونه من تفاصيل تتعلّق بحياة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) هي أقرب من غيرها إلى الحقيقة، لاَنّها مأخوذة عن أقربائه وأبنائه. وقد حملت به أُمّه «السيدة آمنة بنت وهب» في أيّام التشريق من شهر رجب، فإذا اعتبرنا يوم ولادته، 17 من ربيع الاَوّل، فتكون مدّة حملها به ثمانية أشهر وأيّاماً. <BLOCKQUOTE>الكرامات المرافقة لمولد النبي ( صلى الله عليه وآله ) </BLOCKQUOTE>1- قال الحلبي في السيرة في تفسير أبن مخلد:س أن ابليس رن – بحزن وكآبة – أربع رنات : رنة حين لعن ,ورنة حين هبط , ورنة حين ولد الرسول (صلى الله عليه وآله )لمولود النبي (صلى الله عليه وآله ) ورن أبليس رنة فصعقا له ما دام يفيد رنينه , والرنة الرابعة يوم مبعث النبي (صلى الله عليه واله ).2- عن أبن عباس أن الشياطين كانوا لا يحجبون عن السموات وكانوا يدخلونها ويأتون بأخبارها مما سيقع في ألأرض يلقونها على الكهان فلما ولد عيسى (عليه السلام ) حجبوا عن ثلاث سموات وعن وهب عن أبع سموات ولما ولد الرسول محمد (صلى الله عليه واله )حجبوا عن الكل وحرست بالشهب فما يريد لحد منهم أستراقا للسمع ألا رمي بشهاب .3- وذكر أيضاً أن من قريش منهم ورقة بن نوفل وزيد أبن عمر أبن نفيل وعبد الله أبن جحش كانوا يجتمعون الى صنم فدخلوا عليه ليلة – في الليلة التي ولد رسول الله (صلى الله عليه واله ) فيها فرأوه منكساً على وجهه فأنكروا ذلك فأخذوه فردوه الى حاله عدلوه فأنقلب أنقلابا عنيفاً فردوه كذلك في الثالثة فقالوا أن هذا ألامر حدث .4- وليلة ولادته (صلى الله عليه وآله )قيل أن الكعبة أهتزت ولم تسكن ثلاث أيام ولياليهن كأشارة لأنتشائها بهذا المولد العظيم وكان ذلك أول علامة رأت قريش من مولود النبي ( صلى الله عليه وآله ) وقد وقعت يوم ولادته أحداث عجيبة، فقد وُلِد مختوناً مقطوع السرة، وهو يقول: «اللّه أكبر والحمد للّه كثيراً، سبحان اللّه بكرةً وأصيلاً» كما تساقطت الاَصنام في الكعبة على وجوهها، وخرج نورٌ معه أضاء مساحة واسعة من الجزيرة العربية، وانكسر إيوان كسرى، وسقطت أربعة عشر شرفة منه، وانخمدت نار فارس التي كانت تعبد،وجفت بحيرة ساوه.وهدفت هذه الأحداث الخارقة والعجيبة إلى أمرين موَثرين:1. فهي تدفع الجبابرة والوثنيين إلى التفكير فيما هم فيه من أحوال،فيتساءلون عن الأسباب التي دعت إلى كذلك لعلهم يعقلون. إذ أنّ تلك الإحداث كانت في الواقع تبشر بعصر جديد هو عصر انتهاء الوثنية وزوال مظاهر السلطة الشيطانية واندحارها.2. ومن جهة أُخرى، تبرهن على الشأن العظيم للوليد الجديد، على أنّه ليس عادياً، بل هو كغيره من الأنبياء العظام الذين رافقت ولادتُهم أمثالَ تلك الحوادث العجيبة والوقائع الغريبة.وفي اليوم السابع لمولده المبارك، عقّ عبد المطلب عنه بكبش شكراً للّه تعالى، واحتفل به مع عامة قريش.وقال عن تسميته النبي الكريم (صلى الله عليه وآله وسلم) محمّداً (صلى الله عليه وآله وسلم) وعن سببه: أردت أن يُحمَد في السماء والأرض(2) وكانت أُمّه (عليها السلام) قد سمّته أحمد قبل أن يسمّيه جدّه(3) وكان هذا الاسم نادراً بين العرب فلم يسم به منهم سوى 16 شخصاً، ولذا فإنّه كان من إحدى العلامات الخاصّة به.أمّا عن رضاعته (صلى الله عليه وآله وسلم) فقد ارتضع من أُمّه ثلاثة أيّام ثمّ أرضعته امرأتان هما:ـ ثويبة: مولاة أبي لهب، إذ أرضعته لمدّة أربعة أشهر فقط، وقد قدّر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وزوجته خديجة(عليها السلام) هذا العمل لها حتى آخر حياتها، فأكرمها وأراد أن يعتقها فأبى أبو لهب، وكان يبعث إليها بالصلة حتّى وفاتها.كما أنّها أرضعت من قبل حمزة، وأبا سلمة بن عبد اللّه المخزومي، فكانوا إخوة في الرضاعة.ـ حليمة السعدية، بنت أبي ذوَيب. وكان لها من الاَولاد: عبد اللّه ، أنيسة، شيماء. وقامت «شيماء» بحضانة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أيضاً.وقد استلمت حليمة السعديةُ النبيّص في عمر لم يتجاوز أربعة أشهر، في عام قحط وجدب،فأصابها الرخاء وازدهرت حياتها بعد ذلك. ومن المعروف أنّ النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لم يقبل في ذلك الزمان أي ثدي من المرضعات إلاّ ثدي حليمة.وفي هذه المناسبة، أودُّ القول والتذكير، أنّه ينبغي أن يحتفل المسلمون جميعاً بمولد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بإقامة المهرجانات الكبرى والاحتفالات، تكريماً له (صلى الله عليه وآله وسلم) ، فهو أمر مطلوب ومحبّب في الشريعة المقدسة لقوله تعالى: (فَالّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتّبَعُوا النُّورَ الّذِي أُنْزِلََ مَعَهُ أُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُون) وعزّر بمعنى كرّم وبجّل. فالاحتفال بمولده (صلى الله عليه وآله وسلم) يعني ذكر أخلاقه العظيمة، وسجاياه النبيلة، والإشادة بشرفه وفضله، وهي أُمور مدحه بها القرآن الكريم: (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظيم) ( وَرَفَعْنا لَكَ ذِكْرَكَ) . فالاحتفال بمولده الكريم هو احتفالٌ بالقيم السامية، وشكرٌ للّه على منّه، وإظهار للحبّ الكامن في النفوس له،وتكريم لمن كرمه اللّه تعالى وأمر بتكريمه واحترامه وحبّه ومودّته.وهو ردّعلى من يزعم بأنّذلك محرم لكونه بدعة، لا يخلو من منكرات ومحرمات كالرقص والغناء. فالمسلمون درِجوا في العصور الإسلامية الأولى على الاحتفال بذكرى مولده بإنشاد القصائد الرائعة في مدحه، وذكر خصاله ومكارم أخلاقه وإظهار السرور والفرح،والشكر للّه تعالى بلطفه وتفضّله به ص على البشرية. ولذا كان لابدّ من أداء هذا الاحتفال في كلّ وقت وزمان،في حياته وبعد مماته.2. فترة طفولته (صلى الله عليه وآله وسلم)استقر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في قبيلة«بني سعد» خمسة أعوام زارته أُمّه خلالها ثلاث مرّات، وقامت حليمة برعاية شؤَونه خير قيام،وبالغت في كفالته والعناية به، كما حافظ فيها (صلى الله عليه وآله وسلم) على فصاحته و بلاغته، وعندما رجع إلى أُمّه(عليها السلام) فكّرت بزيارة المدينة وقبر زوجها عبدا لله، ورافقتهم «أُمّ أيمن» حيث أمضوا هناك شهراً، رأى فيه النبيّ «صلى الله عليه وآله وسلم» بيت أبيه الذي توفّي فيه ودفن. إلاّ أنّ أُمّه العزيزة توفّيت أيضاً في الطريق إلى مكة بمنطقة الاَبواء (2) ممّا دفع الجميع إلى إظهار المحبة له والعناية به، خاصة جده «عبد المطلب» الذي أحبه أكثر من أولاده.وربما كان يُتم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في صالحه، فقد أراد اللّه تعالى منه أن يهيّئه لمواجهة المستقبل بشدائده و مصاعبه ومتاعبه،أو أراد ألا يكون في عنقه طاعة لاَحد، فنشأ حراً من كلّ قيد، يصنع نفسه بنفسه، وليتضح أنّ نبوغه ليس نبوغاً بشرياً عادياً ومألوفاً، وأنّه لم يكن لوالديه أيّ دخل فيه وفي مصيره، فتكون بالتالي عظمته الباهرة نابعة من مصدر الوحي وليس من العوامل العادية المتعارفة.وقد فاجأت الحياةُ نفس النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) الحزينة بوفاة جدّه العظيم«عبد المطلب» وهو في الثامنة من عمره، فبكى عليه «صلى الله عليه وآله وسلم» كثيراً وظلّت دموعه تجري حتى وُري في لحده. المصادر :1 . تاريخ اليعقوبي: 2|5؛ بحار الاَنوار:15|248؛ السيرة الحلبية:1|67.2 . السيرة الحلبية: 1|78.[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] | |
|